الجمعة، 31 مايو 2013

القرار المكين ...



القرار المكين ...





 ما هو القرار المكين, وأين يقع, وما علة تسميته, وماذا يحيط الجنين في رحم المرأة, وما وظيفته ؟
 قال تعالى:

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ﴾
[ سورة المؤمنون الآية: 12-13]
 القرار المكين هو الرَّحِم، يقعُ في الوسَط الهندسي تمامًا من جِسم المرأة، فلو أُخِذَ خطّ منصِّفٌ طولي، وخطّ منصّف عرضي، لكان موقعُ الرَّحِم في تقاطُع الخطيين، هذا معنى والمعنى الثاني أنَّ هذا القرار المكين، لما سُمِّيَ الرَّحِمُ قرارًا؟ لأنَّه يفْرِزُ مادَّة لاصقةً إذا جاءتْ البُوَيْضة الملقّحة إلى الرَّحِم الْتصَقَتْ في جِداره، فهو قرارٌ لها، وليس ممرًّا، ثمّ إنّ في الرّحِم من الأوْعِيَة الدَّمَوِيّة بغزارة تفوق حدّة التصوُّر، كلُّ هذه هذه الأوعية تمدّ هذه البويْضة الملقّحة بالدّم لِيَتَغَذَّى, ولِيَنْمو في سرعةٍ, تُعدُّ أسْرعَ ما في جسم الإنسان من نسيجٍ في تكاثرُه وانقسامه.
 شيءٌ آخر: هذا الجنين بِغشاءٍ رقيق، وقد بدا هذا في الصُّوَر التي أُخِذَت من الجنين مغلّف بِغِشاء رقيق، وهذا الغِشاء الرقيق معلّقٌ في أعلى الرّحِم، فهو لا يتأثَّرُ بجُدُر الرَّحِمِ وفوق هذا وذاك أُحيط هذا الجنين بسائل، هذا السائل يمْتصّ كلّ الصَدمات، تصوَّر أنَّ الجنين مغلَّفٌ في غِشاءٍ رقيق، والغشاء معلّق في أعلاه بأعلى الرّحِم، وأنّ ما يُحيط بالرّحِمِ سائلٌ يمتصّ كلّ الصَّدمات، والأغْرَبُ من هذا أنَّ الرَّحِمَ كلّه معلّق في حَوْض المرأة، معلَّقٌ بأربِطَة إلى أقطار الحوض، فالرّحِم سائب، والجنين سائب، وبين الرِّحِم والجنين سائلٌ يمْتصّ كلّ الصَّدمات..


وقيل انه سُئِلَ النبي عليه الصلاة والسلام قبل أربعة عشر قرْنًا، سألهُ رجلٌ ممَّ يخلقُ الإنسان؟ فقال عليه الصلاة والسلام، وهذا حديثٌ صحيح يُعَدُّ من دلائل نبوّة النبي عليه الصلاة والسلام، شُعوبٌ وأُمَم، بُحوثٌ ومقالات، أجهزةٌ وميكروسكوبات، اسْتقرَّ في أذهان العلماء أنَّ الطِّفْل يُخْلقُ من نطفة الرّجل فقط، وما رَحِم الأمّ إلا مكانٌ تنبُت فيه هذه البِذْرة، ثمّ اسْتقرَّ في أذهانهم شيءٌ آخر أنَّ الطِّفْل يتخلَّق من نطفة المرأة، وما نطفةُ الرَّجل إلا منبِّهٌ لها, أجابَ عليه الصلاة والسلام مِنْ كُلٍّ يُخلَق .
 فقد روى أحمد عن عبد الله, قال:

((مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو يحدث أصحابه, فقالت قريش: يا يهودي, إن هذا يزعم أنه نبي, فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي, قال: فجاء حتى جلس, ثم قال: يا محمد, مم يخلق الإنسان؟ قال: يا يهودي, من كل يخلق, من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة, فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب, وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم, فقام اليهودي, فقال: هكذا كان يقول من قبلك))
 هكذا أجاب النبي عليه الصلاة والسلام، وكلّكم يعلمُ أنّ العلوم الحديثة أشارَت إلى أنّ الرّجُل في اللّقاء الواحِد يخرجُ منه ما يزيدُ عن ثلاث مئة مليون حُوَين منوي، وأنَّ حُوَينًا واحدًا فقط يُلقِّحُ البيضَة، سُئِلَ عليه الصلاة والسلام عن هذا الموضوع فأجاب في حديثٍ صحيح, فعن أبي الوداك عن أبي سعيد, قال:
((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال: ليس من كل الماء يكون الولد, وإذا أراد الله أن يخلق منه شيئا لم يمنعه شيء))


0 التعليقات: